اراء ومقالات

المرأة اليمنية.. سيدة الحزن ..ومعادلة البقاء!(تحقيق)

نسيم الرضاء

20/09/2013 عدد القراءات : 9096

سقطرى إطلانتس اليمن.. الأرخبيل المفقود! (تحقيق)

أنس القاضي

20/09/2013 عدد القراءات : 9689

الطفل اليمني .. عقوبة الموت قصفاً! (تحقيق مصور)

نسيم الرضاء:

20/09/2013 عدد القراءات : 7809

المزيد...

رجال المرور...تواجد وتفان في الميدان رغم الحصار والعدوان

 

 
صنعاء – سبأ: ميادة العواضي:

يلقى رجل المرور الكثير من الاشادة من قبل العديد من الناس لتفانيه الشديد في عمله وتعامله الانساني مع كثير من المواطنين؛ فتجده تارة يتابع حركة المرور لينظمها، وتارة يقوم بمساعدة تلميذ على عبور الشارع؛ ليعود الى تنظيم السير.

يلوح بيده ذهاباً واياباً، محذراً ومساعداً للمواطنين، لا يوقفه شيء عن أداء عمله ووقوفه في ميدانه... بطلاً لا تثنيه أحوال الطقس المتقلبة. 

وحرصاً على تسليط الضوء على جهود رجال المرور في ظل الحرب والعدوان, قامت وكالة الانباء اليمنية (سبأ)باستطلاع لآراء عدد من رجال المرور والمواطنين.

يؤكد مدير المرور بمحافظة ذمار العقيد علي الوشلي على أن رجال المرور يؤدون عملهم في الميدان بكل حرص رغم صعوبة الظرف الراهن نتيجة انقطاع الرواتب وشحة الامكانيات جراء العدوان والحصار.

مضيفاً بانه "يوجد تنظيم في الشارع بنسبة كبيرة ولا زالت هناك بعض الاختلالات المرورية لعدم التزام السائقين ونحن نتابعها ونضاعف الجهود في الميدان وننفذ حملات توعية وضبط".

متواجدون تحت أي ظرف

يتواجد رجل المرور في كل جولة وشارع منذ شروق الشمس لتنظيم الحركة المرورية بكل انسيابية وتخفيف الازدحام الناتج عن عدم فهم بعض السائقين للوائح وقواعد المرور.

يرى كمال الهندوانه الذي يعمل منذ أثنين و عشرون عاماً ولديه ثلاثة أطفال لرعايتهم, أن من المعوقات التي تواجه عمل رجل المرور الاستهتار الكبير من قبل سائقي السيارات والدراجات النارية وهذا يشكل صعوبة في ضبط الشارع ولكن بفضل الحملات التي تقوم بها إدارة المرور تم التخفيف من هذه الإشكالية, ايضاً عدم وعي السائقين بقواعد المرور تشكل عائق أمام عمل رجال المرور, وانشغالاهم عن الطريق بمكالماتهم الهاتفية اثناء القيادة وعدم انضباط والتزام مالكي باصات الأجرة بالمواقف المخصصة لهم, وكذلك البياعين والبسطات التي تملأ الشوارع التي تسبب في ازدحام خانق.

من جانبه، يهيب نائب مدير المرور العقيد عبد العزيز الماوري في محافظة ذمار, السائقين بالوقوف الصحيح في الشارع لما لذلك من أثر في تخفيف الاختناقات وكذلك الزام سائقي الدراجات النارية بالالتزام بالقواعد المرورية.

استمرار في العطاء رغم الظروف القاسية

يتحمل رجل المرور من الصعوبات ما لا يجده الكثير من الموظفين في مختلف القطاعات الحكومية,فهو يتحمل مخاطر الطرقات والطقس السيء وايضاً سلوكيات العديد من الأشخاص الذين لا يحترمون رجل المرور فيتعرض للإهانة في بعض الأحيان.

يتحدث نصر الصباحي الذي يعمل من السابعة صباحاً وحتي الواحدة ظهراً عن معاناته مع من لا يحترمون رجال المرور فيقول," نتعامل مع فئات كثيرة من المواطنين والسائقين في عملنا ومنهم من لا يحترم رجل المرور ولا الإرشادات المرورية ويتعامل معنا بعجرفة كبيرة, ونجد صعوبة بالغة في التعامل مع مالكي الدراجات النارية الذين ما يستهتر معظمهم بقوانين السير" 

ويقول المساعد محمد رميان -45 عاماً- والذي يعمل في المجال المروري منذ عشرون عاماً أن عدم الاهتمام باللوحات الإرشادية المروية من قبل السائقين يعيق عملنا ويرهقنا فالكثير من المواطنين من يقوم بإيقاف سيارته بطريقة خاطئة متحدياً رجل المرور واللوحات الإرشادية.

"في كثير من الأوقات لا نجد الاحترام من قبل سائقي السيارات او الدراجات النارية خاصة المتهورين منهم, ولكننا مستمرين في عملنا بكل تفان لأجل الله و الوطن." يضيف رميان.

يستعرض المساعد علي هزاع -35- والذي يعمل منذ 18 عاماً في محافظة ذمار في مجال المرور, الصعوبات التي تواجه عمله والتي من أهمها عدم التزام السائقين بقواعد المرور, وعدم مساواته ببقية زملائه في المحافظات الاخرى.

هزاع يؤكد أنهم وبالرغم من ظروفهم الصعبة الا أنهم على أتم الاستعداد للعمل في أي ظرف فعملهم حسب قوله حيوي وانساني يصب في مصلحة تنظيم السير في الطرقات .

وينوه رئيس قسم الحوادث العقيد أحمد الشاوري في محافظه ذمار بجهود رجال المرور ويدعو المواطنين وسائقي المركبات الى مزيد من الوعي فيما يخص الإرشادات المروريةوأخلاقيات القيادة بما يساعد رجال المرور على أداء عملهم على أكمل وجه.

ويشارك العقيد الشاوري العقيد مقبل الانسي رئيس قسم المخالفات في محافظة ذمار, الذي يعمل منذ أربعون عاماً في دعوته لمزيد من الوعي الذي يدعم عمل رجال المرور في الميدان, مشيداً برجال المرور المرابطين في الشارع الذين يعملون بهمة عالية رغم ظروفهم الصعبة نتيجة الحرب والحصار.

ذكرى خالدة

رحل العديد من رجال المرور، ولكن هناك العديد ممن لا يزالون يتذكرونهم بكل خير, فأعمالهم لازالت تحكي روايات عنهم واخلاصهم في العمل خلد ذكراهم.

يقول ماجد زايد أحد الذين عرفوا المساعد محمد الجمالي، رجل المرور الذي توفي بسكتة قلبية في باب السلام بصنعاء، بانه لم يكن شيء يمنعه من تأديته عمله لا شمس حارقة، لا امطار غزيرة توقفه، ولا إرهاق يرغمه على المكوث في المنزل، كان رجلًا لا يتخلى عن مسئوليته ومهنته. 

يؤكد زايد أنه لا يجب أن ننسى مثل هؤلاء الأبطال ممن تركوا مكانا ناصعًا بخانة الذكريات وأن نترحم عليهم ونستذكرهم دائماً.

تتفق نونا العكوري مع زايد في أنه لا يجب ان ننسى عطاء مثل هؤلاء لما قدموه في حياتهم من صوراً للعطاء لا تقدر وتعاملهم مع معظم شرائح المجتمع باحترام، مضيفة " لقد التقيت برجل المرور الجمالي وساعدني وقتها بكل ذوق ولطف ولم يبخل علي، كان رجل مرور يعمل بتفاني كبير."

تتساءل نونا عن قدرة رجال المرور في الثبات في وجه كل الظروف القاسية التي تحيط بهم، داعية الى المزيد من الجهود لدعمهم.

ويقول عقيد ركن سليم ناشر -مدير العلاقات والتوجيه في الادارة العامة للمرور-

إن الادارة تسعىللقيام بواجباتها ومسؤوليتها تجاه المتوفين من منتسبي الداخلية ورجال المرور خاصة, حيث تقوم الإدارة بالوقوف الى جانب أسرة المتوفين من منسبين المرور, والتواجد في العزاء وتقديم الدعم المادي والمعنوي.

ولفت ايضاً إلى ان قيادة الادارة تعمل جاهدة لدعم كافه رجال المرور المرابطين في الميدان خاصة في المجال الطبي والتأمين الصحي.

"تم انشاء صندوق للتكافل يقوم برعاية ابناء المرور في الحالات الطارئة مثل حالات المرض او الزواج وغيرها" ..يقول عقيد ركن ناشر.

مضيقاً بان الإدارة ايضاً تقوم بالنزول للميدان وتحفز رجال المرور بالهدايا ، منوهاً انها الجهة الوحيدة التي تعمل في كل الحالات وأن رجالها دائماً ما يرابطون في الميدان في كل الظروف.

عدد القراءات : 250